هو الشيخ محمد بن أحمد بن مصطفى بن أحمد المعروف بأبي زهرة (1315- 1394هـ = 1898- 1974م)، عالم ومفكر وباحث وكاتب مصري من كبار علماء الشريعة الإسلامية والقانون في عصره ومن أبرزهم، ولد بمدينة المحلة الكبرى بمصر، وتربى بالجامع الأحمدي فيها، وتعلم بمدرسة القضاء الشرعي بمصر وحصل منها على إجازة «عالمية القضاء الشرعي مع درجة أستاذ»، كما حصل على شهادة دار العلوم في القاهرة، وتولى تدريس العلوم الشرعية واللغة العربية فيها ثلاث سنوات، وعلم في المدارس الثانوية بالقاهرة سنتين ونصفًا، عين أستاذًا محاضرًا للدراسات العليا في جامعة فؤاد الأول سنة 1935، ثم عضوًا للمجلس الأعلى للبحوث العلمية، ثم وكيلًا لكلية الحقوق في الجامعة، ثم وكيلًا لمعهد الدراسات الإسلامية، الذي أسسه في القاهرة مع بعض رجال العلم والفكر في مصر، كان شغوفًا بالتأليف والكتابة، وترك للمكتبة العربية والإسلامية مجموعة كبيرة من الكتب القيمة في شتى فروع الثقافة الإسلامية والقانونية.
هذا كتاب سلط فيه مصنفه الضوء على الإعجاز المبهر في الكتاب العزيز، وقد تكلم فيه المصنف عن وجوب حفظه في الصدور، وبين أنه كتب في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم، وبين كذلك ما مر به القرآن في عصور الخلفاء الراشدين من بعده، ثم تكلم من بعد ذلك في إعجاز القرآن، وبيَّن وجوه الإعجاز، ودفع القول بالصرفة دفعًا، ثم تكلم في علم الكتاب، وجدل القرآن، وتفسير القرآن، ومناهج التفسير، وبيَّن التفسير بالأثر، ومقامه من التفسير بالرأي، وأنَّ الرأي يجب ألَّا يناقض المأثور، وأن التفسير باللغة والأثر مفتاح التفسير بالرأي، وتكلم في الغناء بالقرآن وتحريمه، والتغنِّي الجائز المأثور، وإبطال ما سواه.